الهلال ونيمار يرسمان السيناريو الأغرب.. نيران باريسية أم نهاية مفتوحة؟

15 يناير 2025 - 1:55 م

يعد البرازيلي نيمار دا سيلفا، بمثابة الصداع في رأس مسؤولي الهلال، في ظل عدم تحقيق أي استفادة فنية من الصفقة، رغم أنها الأغلى في تاريخ الكرة السعودية.

نيمار (32 عاما) انضم للهلال في صيف 2023، قادما من باريس سان جيرمان، في صفقة قدرت بنحو 90 مليون يورو، وسط تقارير أشارت إلى أن اللاعب يتقاضى راتبا سنويا يبلغ 150 مليون يورو.

الهلال قرر خوض مغامرة التعاقد مع نيمار، رغم تاريخه السلبي مع الإصابات، ليتلقى صدمة مفاجئة متمثلة في تعرض اللاعب لقطع في الرباط الصليبي أثناء المشاركة مع منتخب البرازيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وغاب النجم البرازيلي لأكثر من عام، قبل أن يتعرض لإصابة عضلية جديدة، أبعدته عن المشاركة في المباريات الآسيوية، بالإضافة لاستبعاده من الأساس من القائمة المحلية، منذ بداية الموسم الجاري، لعدم تعافيه.

سيناريو غريب

أصبح نيمار بطل أغرب سيناريو في تاريخ الهلال والكرة السعودية بأكملها، بسبب المبالغ الطائلة التي دفعها “الزعيم”، حيث لم يشارك سوى في 7 مباريات سجل خلالها هدفا وقدم 3 تمريرات حاسمة.

والغريب في الأمر، أن اللاعب مستمر ضمن صفوف الفريق، ولن يتم قيده في القائمة المحلية بالنصف الثاني من الموسم الجاري، ولكن المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، سيعتمد عليه بالقائمة الآسيوية.

ومن المقرر أن يحصل نيمار على فرصة المشاركة بالمواجهات الآسيوية، والسؤال هو كيف سيتم الدفع به سواء كبديل أو أساسي، وهو يفتقد لحساسية المباريات، في الوقت الذي يستمر فيه زملاءه باللعب بصورة مستمرة؟

وبالتالي، فإن الهداف التاريخي للبرازيل يتواجد حاليا في النادي الهلالي، للمشاركة على فترات متباعدة بالمباريات الآسيوية، والحصول على راتب شهري مقدر بـ12.5 مليون يورو، ليكتب أحد أغرب السيناريوهات.

نيران باريس

لعب نيمار في باريس سان جيرمان لمدة 6 سنوات، تعرض خلالها للعديد من الإصابات التي تسببت في تراجع مسيرته بشكل ملحوظ.

لكن رغم ذلك، لم يفقد النادي الباريسي الأمل في الحصول على أفضل نسخة ممكنة من نيمار، ولكنه لم يحقق ما يريد، بسبب عدم التزام اللاعب خارج الملعب، والإصابات المستمرة.

وإضافة إلى ذلك، تحمل النادي الباريسي راتبه الضخم، وهو الأمر الذي تسبب في غضب جماهير النادي التي طالبت برحيله، والهتاف ضده في المباريات.

ويتشابه الوضع حاليا في الهلال مع فترته الأخيرة على وجه التحديد رفقة باريس، حيث يعاني من إصابات مستمرة وعدم الالتزام خارج الملعب، ولكن رغم ذلك يتحمل النادي رواتبه ولم يقرر فسخ عقده.

كذلك، شنت الجماهير الهلالية هجوما متواصلا ضد نيمار، للمطالبة برحيله عن النادي، والتعاقد مع بديل أجنبي آخر فيما تبقى من الموسم، وبهدف الاستفادة منه بكأس العالم للأندية 2025.

نهاية مفتوحة

رغم الجدل الكبير الذي أثاره نيمار في الهلال، إلا أن مستقبله ليس واضحا حتى هذه اللحظة، في الوقت الذي خرجت فيه تقارير مختلفة تشير إلى إمكانية تجديد عقده لمدة موسم إضافي من أجل المونديال، أو التخلص منه.

فيليكس دياز، رئيس تحرير صحيفة “ماركا” الإسبانية، فجر مفاجأة قوية قبل ساعات قليلة، أكد خلالها أن “اللاعب يرغب في الانفصال عن الهلال، واللعب رفقة صديقيه ليونيل ميسي ولويس سواريز في إنتر ميامي”.

احتمال رحيل نيمار إلى إنتر ميامي بعد نهاية عقده في الصيف المقبل، ستفجر حالة جديدة من الجدل، متمثلة في حصول اللاعب على أموال طائلة، دون أي فائدة للنادي، ثم رفض التجديد والرحيل بصورة سيئة.

وفي الوقت ذاته، يعيش الهلال حالة من الاضطراب بين التخلص من نيمار وجلب لاعب جديد، أو الإبقاء عليه والاستفادة منه آسيويا، ولكن في الحالتين سيعاني النادي من أزمتين.

الأزمة الأولى هي تعسر فسخ عقد نيمار بسبب الشرط الجزائي الضخم، بالإضافة لصعوبة الإعلان عن صفقة أخرى بالوقت الحالي نظرا لضيق الوقت والوضع المالي.

أما الأزمة الثانية، فتتمثل في الإبقاء على اللاعب، والرهان على استمراره دون التعرض لإصابة جديدة محتملة في أي وقت.

وبالتالي، فإن نهاية نيمار مع الهلال باتت غير متوقعة أو مفتوحة بمعنى أدق، بين استمرار سيناريو باريس، المتمثل في في دفع راتبه وعدم الاستفادة منه بسبب الإصابات، أو المغامرة بالإبقاء عليه لموسم جديد ومشاركته بكأس العالم للأندية.

Comments( 0 )

اترك تعليقاً